الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بروتوكول «مشبوه» بين وزارة الشؤون الدينية ومركز الاسلام والديمقراطية في أمريكا

نشر في  13 نوفمبر 2014  (10:37)

أبرمت وزارة الشؤون الدينية مؤخرا بروتوكول تعاون بينها وبين مركز الإسلام والديمقراطية الذي يديره رضوان المصمودي ومقره في أمريكا، قصد تكفل المركز بتأطير أئمة الجوامع والمساجد واشراكهم في دورات وملتقيات إقليمية.
وتبعا لهذا القرار، تتالت ردود الأفعال المعارضة والمنددة بهذا البروتوكول الذي يهدف إلى تكوين أئمتنا على يد هذا المركز الذي اعتبروه مركزا متشددا ومواليا لتنظيم الإخوان المسلمين، بل ذهبت ردود الأفعال إلى حد اعتبار أن المغزى من هذا القرار هو «أخونة» أئمة وخطباء المساجد في تونس وهو ما يمثل منعرجا خطيرا يهدد مبدأ تحييد المساجد ودور العبادة عن الشأن السياسي وتجاذباته.
وفي هذا الإطار اتصلت أخبار الجمهورية بالشيخين لطفي الشندرلي وفريد الباجي وبمحمد الحداد رئيس المرصد العربي للأديان والحريات والمختص في تاريخ الأديان في هذا الشأن قصد معرفة آرائهم بخصوص هذا البروتوكول الممضى.

فريد الباجي: هذا عقد لأخونة الأئمة والخطباء.. والوزارة مدججة بالوهابية

أكد الشيخ فريد الباجي بأن مركز الإسلام والديمقراطية معروف بميولاته الاخوانية، والبروتوكول الذي أبرم معه هو عقد لأخونة الأئمة والخطباء في تونس، مشيرا إلى أن الوزارة اعتمدت منهجا خاطئا لهذا التكوين والتأطير.
وفي نفس السياق، أضاف الباجي أن هذا المركز ليس له من الصلاحية والكفاءة ما يخوله لتأهيل الأئمة قائلا:» هذا المركز هو الذي يحتاج إلى التأهيل والتكوين».
ومن ناحية أخرى، صرح فريد الباجي أن وزارة الشؤون الدينية إلى حدود هذه اللحظة مدججة بالوهابية والإخوان وأصحاب الفكر المتشدد وتحتاج إلى تطهير من أولها إلى آخرها وفق تعريفه.

محمد الحداد: وزير الشؤون الدينية استغل الانتخابات لتوقيع هذه الاتفاقية المشبوهة

وفي ذات الإطار قال محمد الحداد رئيس المرصد العربي للأديان والحريات والمختص في تاريخ الأديان، بأن مركز دراسة الإسلام والديمقراطية ومقرّه الرئيسي بواشنطن لا يوجد فيه دارس واحد، ولم يصدر دراسة واحدة منذ تأسيسه أي قبل أكثر من عشر سنوات، وليس له أي كفاءة لا في الميدان الديني ولا في ميدان الدراسة الاجتماعية والتاريخية للشأن الديني، وكلّ مسؤوليه هم من السياسيين ذوي الولاء المعروف.
كما قال متسائلا: «فكيف سيكوّن الأئمة والوعاظ؟ وعلى ماذا سيكوّنهم؟» معتبرا أن وزير الشؤون الدينية استغل انشغال البلاد بالانتخابات لتوقيع هذه الاتفاقية المشبوهة.

لطفي الشندرلي: مركز تحوم حوله الشبهات وله خيوط مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين

صرح الشيخ لطفي الشندرلي أن المشهد الديني في تونس اليوم أصبح مسيّسا كثيرا من قبل حزب سياسي معروف، وهو ما رأيناه وشاهدناه من خلال دعوات تطلق من فوق المنابر وخطبات جمعة سياسية تفيد الولاء لأطراف معينة خاصة في مدة التحضير للانتخابات التشريعية الماضية وفق تصريحه.
وفي نفس السياق، دعا الشندرلي إلى ضرورة تكاتف الجهود واجتماع العلماء الوسطيين المعتدلين للوقوف وإبراز دورهم في تأطير الأئمة أو أيا كانت صفته في حقل المجال الديني والإسلامي قصد دفع وتكوين الفكر السليم والمعتدل الذي دأب عليه صانعو جامع الزيتونة المعروف، وكذلك المذهب المالكي الشهير في تونس الخضراء.
كما أفادنا لطفي الشندرلي، بأن مركز الإسلام والديمقراطية الذي أبرمت معه وزارة الشؤون الدينية بروتوكولا لتكوين الأئمة تحوم حوله العديد من الشبهات والتي تؤكد وجود أعضاء به لهم خيوط مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين.
وأكد الشيخ في ذات تصريحه، بأن القصد من هذا القرار هو تكريس الفتنة داخل المجتمع التونسي والانزلاق نحو التطرف والتشدد والغلو، متسائلا في المقابل عن دوافع وزارة الشؤون الدينية لتوقيع هذا البروتوكول مع مركز أجنبي برغم أن تونس ترزخ بفقهاء وعلماء مختصين في هذا الميدان تستطيع الوزارة التنسيق معهم لتأطير الأئمة ونشر الفكر الوسطي المتنور.

وزارة الشؤون الدينية توضح بخصوص بروتوكول التعاون بينها وبين مركز الإسلام والديمقراطية

أبرمت وزارة الشؤون الدينية مؤخرا بروتوكول تعاون بينها وبين مركز الإسلام والديمقراطية الذي يديره رضوان المصمودي ومقره في أمريكا، قصد تكفل المركز بتأطير أئمة الجوامع والمساجد وتشريكهم في دورات وملتقيات إقليمية. وخلفية لهذا القرار تتالت ردود الأفعال المعارضة والمنددة لهذا البروتوكول الذي بهدف إلى تكوين أئمتنا على يد هذا المركز الذي اعتبروه مركزا متشددا ومواليا لتنظيم الإخوان المسلمين، بل ذهبت ردود الأفعال إلى حد اعتبار أن هذا القرار يقصد منه أخونة أئمة وخطباء المساجد في تونس وهو ما يمثل منعرجا خطيرا يهدد مبدأ تحييد المساجد ودور العبادة عن الشأن السياسي وتجاذبانه.

وفي هذا الإطار، كان لموقع الجمهورية اتصال مع الملحقة الإعلامية بوزارة الشؤون الدينية نجاة الهمامي قصد الإعلام بتوضيح الوزارة في ما يخص هذا الموضوع وكان الرد كالتالي: يأتي إمضاء بروتوكول التعاون بين وزارة الشؤون الدينية ومركز الإسلام والديمقراطية في إطار تكوين الأئمة والخطباء في مسالة المواطنة والديمقراطية وترسيخ الوعي الديني وتنمية الثقافة الإسلامية المعتدلة استنادا على قيم الشريعة الإسلامية الصحيحة، حيث يعد هذا المركز من بين أهم المراكز التي تختص في تنظيم الدورات التكوينية حول هذه المواضيع.

كما أفادت همامي، أن مدير هذا المركز تونسي الجنسية ويتعامل فيه العديد من التونسيون ويشارك في ندواته عديد السفراء لدول كبرى ووجوها فكرية وسياسية، وما يعرف عنه هو وسطيته واعتداله والفكر المتنور الذي يتبناه في طرح الجوانب التي يتطرق اليها، وهو ما تسعى الوزارة إلى تفعيله وترسيخه من خلال تطوير وعي الأئمة وتكوينهم في هذا المجال خاصة وأنهم يمثلون مخاطبي جميع الأطياف المجتمعية في البلاد . وفي نفس السياق،شددت همامي على سعي وزارة الشؤون الدينية على التزام الحياد وعدم إقحام الشأن الديني في الجانب السياسي ومنعرجاته، مشيرة في ذات توضيحها أن الوزارة تعاملت مع عديد المراكز والجمعيات في إطار التشجيع على الاختلاف والانفتاح على المجتمع المدني دون المساس بحقوق الإنسان والوسطية.

منارة تليجاني